الماء عصب
الحياة
، وإن هدره يعني صرف كميات كبيرة يمكن استغلالها
في أوجه تنموية أخرى، والإسراف في استعماله يستنزف المياه الجوفية التي تعد أهم أغلى
مورد وطني في بلد ذي موارد مائية محدودة، ومناخ حار وأمطار قليلة، مما يجعلنا نضع
ترشيد استهلاك المياه نصب أعيننا وذلك للمحافظة على الثروة الغالية، لنا وللأجيال
القادمة.
الماء 000 الثروة الطبيعية التي لا يُقدر الإنسان قيمتها أحيانا إلا
عندما تشح وتنضب 00 حقاً أن الماء أغلى ثروات الأرض كيف لا وحياتنا بعد الله معلقة
بقطرة ماء 000 من هنا نجد أن هذا السائل فيه سر الحياة للكائن الحي بمختلف أجناسه
وأنواعه ونظل بحاجته ولن نستغني عنه مهما كانت قدراتنا وإمكانياتنا 0
ونحن في هذا الوطن الكريم قد رعتنا العناية الربانية بأن هيأت لنا
قيادة حكيمة ترعى الوطن والمواطن أينما كان 0سواء في قمم الجبال أو في بطون
الأودية أو في رمضاء الصحاري حيث يجد المواطن يد الرعاية تتعهده بالمتابعة
والعناية 0 وليس ابرز من مثل على هذه
الرعاية سوى ما قامت به دولتنا الرشيدة من مشاريع عملاقة في مجال توفير المياه
00 فهذه السدود العملاقة تحبس خلفها
بحيرات شاسعة من المياه 0 وهذه مشاريع التحلية تتربع على السواحل البحرية ليصل الماء
المحلى إلى المواطن في كل مكان 0 هذا إنجاز من مئات المكتسبات الوطنية التي نفخر
بها في هذا الوطن الحبيب ليبقى علينا الدور كمواطنين حيث يجب أن نكون في مستوى
التطلع وأن نحافظ على نتاج هذه المشاريع المائية العملاقة وذلك بالتقنين وعدم
الإسراف في المياه والمحافظة على هذه الثروة واعتبار هذا الوعي إنجازا حضارياً
يحسب لنا ونحن على مشارف القرن الجديد 0000 وهذا الواجب تتوزع أساسياته على كل
مسئول في إدارته ورب أسرة مع أسرته وكل مدرس مع تلاميذه وعلى كل فرد منا في وسطه
الاجتماعي لنحافظ على ثرواتنا المائية ونقدر ما يتم إنفاقه من آلاف الملايين حتى
تصل المياه المحلاة إلى حناجرنا لتطيب لنا الحياة ونعيش في رغدها
قال تعالى( أفـَـرَأيــْـتـــُم المــَــــاءَ الَــذي
تــــشــربـُـون )
الماء نعمة تحتاج إلىترشيدالحمد لله القائل
في كتابه " وجعلنامن الماء كل شيء حي " .
فالماء من اعظم ما امتن الله به على عباده ، حيثقال في كتابه
"أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلونلو نشاء جعلناه أجاجا
فلولا تشكرون"
.
فإن هذاالماء المبارك هو أغلى ما تملكه البشرية
لاستمرار حياتها بإذن الله ويدرك ذلك الناسكلهم كبيرهم، وصغيرهم ،
فالماء نعمة يجب شكر الله عليها .
فالماء لا يستطيع أنيستغني عنه الإنسان أو
الحيوان أو النبات ، فلا شراب إلا بالماء ولا طعام إلابالماء ولا نظافة إلا
بالماء ولا دواء إلا بالماء ولا زراعة إلا بالماء ولا صناعةإلا بالماء .فالماء لم
تنقص قيمته سواء بتقدم البشرية أو بتأخرها بل قد زادت حتىصار الحديث متكررا عن
الأمن المائي والصراع على موارده .
فالماء هو عماد اقتصادالدولة ومصدر رخائها ،
فبتوافره تتقدم وتزدهر البشرية وبنضوبه وشح موارده تحلالكوارث والنكبات ،
فلهذا يجب علينا أن نتكاتف ونقف وقفة واحدة ضد هدر
المياه ..
فالإنسان المعاصر وصل في استهلاكه للماء أرقاما قياسية من الإسراف
وبخاصةما يصرف في الاستحمام والمراحيض والسباحة وسقي
الحدائق ....الخ
فعلينا أن نوقفالهدر وان نحميه ونحمي مصادره من العبث فيه لان
الإسراف يفضي إلى الفاقة والفقر .
والمسرف همه الأول والأخير الوصول إلى متعته ولذته ولا يبالي بمصيره
أوبمصير
الأخريين.
وليكن قدوتنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث كانت حياتهالشريفة تطبيقا عمليا
لأكرم صور الاعتدال والقصد ونموذجا كريما لترشيد الاستهلاك فيكل شيء والعيش على
الكفاف.
ان حكومتنا الرشيدة بذلت الغالي والنفيس من اجلتوفير هذه المياه بعد
الله سبحانه وتعالى.لذلك فإننا جميعا مسؤولون عن ترشيداستهلاك المياه ،
والمواطن الصالح حقا هو الذي يضع ذلك الهاجس في اعتباره لانالرسول صلى الله عليه
وسلم قال " لا تسرفوا في الماء قالوا: أفي الماء إسراف ؟ قالصلى الله عليه وسلم
:" ولو كنت على نهر جار " او كما قال صلى الله عليه وسلم ، فمنهذا المنطلق يجب علينا
عدم الإسراف في الماء والمحافظة عليه ، وذلك باستبدالالصنابير التالفة وكذلك
يجب علينا استخدام وسائل الري الحديثة في مزارعنا وحدائقنا ..الخ من اجل منع هذا
الهدر الهائل من الماء وان نكون من الشاكرين كما قال تعالى فيكتابه " وكلوا
واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين "
أنفقت الدولة الكثيرلتأمين الطاقة الكهربائية فحاول المحافظة عليها منخلال ترشيدالاستهلاك | |
ترشيد الاستهلاكمسئولية الجميع | |
عدم الإسراف في الكهرباءمطلب ديني يحثنا عليه ديننا الحنيف | |
الاقتصاد في استخدامالكهرباء منفعة لك أولا وأخيرا | |
مساهمتك بالاقتصاد فيالكهرباء دليل وعي واهتمام | |
ترشيد استخدام الكهرباءاليوم .. هو السبيل للمحافظة عليها غدا | |
هل تعلم أن أكثر الدولتقدما . . أكثرها ترشيدا للكهرباء | |
ورث أولادنا:
نمط السلوك الاستهلاكي يتأصل لدى الطفل منذ الصغر، وعملية التنشئة الاستهلاكية هي
عملية مستمرة يتعلم الطفل من خلالها المعارف والمهارات والاتجاهات التي تتناسب مع
حصوله على المنتجات.
ومما لاشك فيه أن دور الأسرة مهم فالطفل يتعلم السلوك الاستهلاكي داخل أروقتها قبل
أن يخرج إلى العالم الخارجي.
وتستطيع الأسرة الواعية أن تدرب الطفل على التعامل مع المواقف الاستهلاكية كعملية
الشراء ومفهوم الميزانية مثلاً لكن ذلك يحدث نادراً لدى أسرنا فقد طالت حمى
الاستهلاك الترفي أصحاب الدخل المحدود في مجاراة للنمط العام.
وهناك عدد من العوامل يشير الخبراء إلى تأثيرها في عملية اكتساب الطفل مهارات
الاستهلاك وهي:
1- التقليد والمحاكاة وأهمية وجود القدوة السليمة وبخاصة "سلوك الأم الاستهلاكي"
في فترة الطفولة إذ يساعد على سرعة التعلم وغرس العادات والقيم والاتجاهات
الصحيحة نحو الاستهلاك والتركيز على المفاهيم الخاصة بترشيده.
2- مستوى الدخل النقدي.
3- وسائل الإعلام وفنون الدعاية والإعلام.
4- تعليم الأم للطفل، وتفاعل الأمهات مع الأطفال في أثناء اتخاذ القرارات
الاستهلاكية.
5- عامل الدين.
6- الموقع الجغرافي والبيئة الاجتماعية.
7- العوامل النفسية.
8- العوامل الاقتصادية.. ان الطبقة الاجتماعية تلعب دوراً أكبر من جميع العوامل في
تحديد نمط الانفاق الاستهلاكي والتعامل بالنقود.
9- تدريب الأسرة للطفل للمشاركة في عمليات الاختيار والشراء، مع تعويد الطفل على
الاقتصاد والتوفير وتقليل الفاقد في كل نواحي الحياة الاستهلاكية.
والسؤال هل تعرف الأسرة لدينا دورها ومسؤوليتها في تنمية شخصية المستهلك الصغير
الذي سيغدو يوماً كبيراً!!
الاقتصاد في الحياة الشخصية
يقول الله تبارك
وتَعَالَى وهو أصدق القائلين : ) يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ
كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ
الْمُسْرِفِينَ( ([1][2]) ، فما أحسن التوسط فِي الأمور والاعتدال فِي كل
شأن من الشؤون فلا غلوَّ ولا تقصير ولا تشديد ولا تفريط فخير الأمور أوسطها وجاء
فِي الأثر (( عليكم بالنمط الأوسط فإليه ينزل العالي وإليه يرتفع النازل )) ، فما
أحوجنا إلى الكف عن عادات رذيلة سيطرت علينا وتحكمت فِي نفوسنا حتى صارت مخالفة
هذه الأمور فِي مجتمعنا أمراً ممقوتاً وشيئا مذموماً ولو أنصتنا إلى صوت العقل
وحكمناه فِي هذه الأمور لعرفنا بشاعة ما نفعل وسوء ما نعمل وقبح ما نتعود ، إن
سلوكنا أصبح سلوك المسرفِين وأفعالنا صارت أفعال المبذرين رضينا بترف الحياة
وأسرفنا كل إسراف فقد زاد الإستهلاك زيادة كبيرة والاستمرار عَلَى هذه الحال يؤدي
إلى إنفاق كل الدخل الفردي والقومي لتمويل شراء السلع الإستهلاكية فلابد لنا من
مراجعة أنفسنا والتفكير فِيما نتبعه من سلوك استهلاكي لا يتفق ومواردنا المحدودة
وكفى بالمرء إسرافاً أن يأكل كل ما يشتهيه ومن ضمن ما وصى الله به نبيه محمداً r (( القصد فِي الغنى والفقر )) ، ويقول r : (( ما عال من اقتصد )) وابن عمر ـ رَضِيَ
اللهُ عَنْهَ ـ كان يقول لأهله معنفاً ومعاتباً : (( أفكلما اشتهيتم اشتريتم )).
عِبَادَ اللهِ :
إن أخوف ما نخاف عَلَى
أمتنا أن تتحكم بهم الشهوات فتنزل بهم المصائب والمدلهمات ورسول الله r يقول : (( أخوف ما أخاف عليكم شهوات الغي فِي
بطونكم وفروجكم )) ، فكثرة الطعام تميت القلوب يقول r : (( لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب
فإن القلب كالزرع يموت إذا كثر عليه الماء )) ، وورد فِي الحكمة (( أن البطنة تذهب
الفطنة )) ، وقال أحد الصالحين : (( إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة
وقعدت الأعضاء عن العبادة )) ، فعلينا أن نعود إلى تعاليم الإسلام الأولى ففِيها
سعادة المسلمين فقد حرم الإسلام الإستهلاك الترفى بكافة صوره وشتى أحواله فعن
حذيفة ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَ ـ قال : (( نهانا النبي r أن نشرب فِي آنية الذهب والفضة وأن نأكل فِيها
وعن لبس الحرير والديباج وأن نجلس عليه )) ، والترف منبع شر يملأ القلوب حقداً
وضغينة ويقضي عَلَى حياة الأمن والاستقرار ويصل بأصحابه إلى جحود الحق وإنكار
الشرائع فلا جرم أن يكون الترف سبب العذاب فِي الآخرة يقول سبحانه وتَعَالَى : )وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ
مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ ، فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ، وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ، لا
بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ ، إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ، وَكَانُوا
يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ ، وَكَانُوا يَقُولُونَ أَإِذَا مِتْنَا
وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ، أَوَ آبَاؤُنَا
الأَوَّلُونَ ( ([2][3]) ، ولكن هذا الهلاك وذلك العذاب لا يصيب الفرد
فقط بل يصيب الجماعة يقول سبحانه : )وَإِذَا أَرَدْنَا
أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ
عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً ( ([3][4]) ، فالإسراف أمر ممقوت وشيء مذموم يقول سبحانه :
) وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ
الْمُسْرِفِينَ ( ([4][5]) ، فقوله : ) وَلا تُسْرِفُوا (نهى عن
الإسراف فِي كل شيء يقول المفسرون فِي تفسيرها (( لا تُسْرِفُوا فِي المأكل لما فِيه
مضرة العقل والبدن )) ، وقيل للنبي r : (( أي الناس أفضل ؟ فقال : من قَلَّ مطعمه
وضحكه ورضي بما يستر به عورته )).
أنا والكون حوار بين الأرض والمطر
بكت السماء بكاء مرا حاولت بدموعها ان تغسل لون
الحياة الكثيب أن تمنح الدنيا شيئا من بريق ولكن لا رجاء يبدو في هذه الأرض
المتشققه ؟ ازداد دموع السماء وعلى نحيب الرياح ولا شيء سوى أناشيد الخريف وفجأءة
امتزج معهم صوت خافت انتبهت اليه قطرة مطر فتسللت إلى تلك الأرض المتعبه وسألتها
بشجن :
قطرة الماء : أيتها ؟الأرض الحزينة ..........
أيتها الأرض؟؟
لا صوت وبعد فترة تمتمت الأرض بصوت خافت
الارض : لماذا تأخرت ؟؟ تمرين بجانبي ولا تهطلين
؟؟ كنت احتاجك
قطرة الماء : لم اكن اعلم ؟؟
قطرة الماء : لا بل لم اكن اعلم ان البشر قد
يمنعون الخير عنهم ويحرمون الارض والكائنات.
الارض : ماذا تعنين ؟؟
قطرة الماء : اعنى أني منعت عنك بسبب ذنوب البشر
واسرافهم وتبذيرهم وعدم شكرهم لنعم الله مثل الماء والكهرباء .
الارض: لكني متعبه وعطشى .. كل الاشجار غادرتني
.. لقد بقيت لوحدي .
قطرة الماء : لا ارجوك يا ارضي مورقة كنتي
وستعودين كما كنت بحول الله
الارض : وماذا عن ذنوب البشر واسرافهم وتبذيرهم
؟
قطرة الماء : نعم هم يذنبون ...ولكن يعودون
ويستغفرون
الارض : وماذا أفعل انا؟؟ انتظر قد لا اقوى
قطرة الماء : لا تخافي فلله عين لا تنام ولولاه
لما امطرت عليك الان
الارض : اوووووه اشعر اني بدات اجف فأشعه الشمس
الساطعه
الارض : تعالي يا قطرتي سأحتفظ بك في اعماقي
.......